قصة نجاح مهاجر بالسويد
ربما لا تكون قصة المواطن السوري (ع. خ) في السويد اول قصص نجاحات السوريين في دول اللجوء وبالتأكيد لن تكون آخرها، لكننا هنا في هذا المقال نود تسليط الضوء على الكيفية التي تعاطت بها بعض الدول الغربية مع اللاجئين السوريين بصفتهم طاقات كامنة وفرص حقيقية للاستثمار فيهم وأنه يمكن توظيفها والاستفادة منها لفتح آفاق جديدة لمد جسور التعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني مع الشرق الأوسط، وهذا ما أخفقت به دول الجوار السوري، كالأردن ولبنان وتركيا، والتي تعاملت مع ملف اللاجئين بوصفهم مشكلة تحتاج الى حل.
(ع.خ) رجل أعمال سوري من مدينة حماه وسط سورية، كان يمتلك ويدير أراضي زراعية ضخمة في بلده بالإضافة إلى عمله في قطاع الاستيراد والتصدير، وهو ينتسب الى عائلة معروفة في حماه تعرض العديد من افرادها للقتل في مذبحة عام 1982،
في عام 2011 بعد اندلاع شرارة الثورة السلمية في مدينته تعرض كغيره لضغوط من قبل الاستخبارات السورية، مما اضطره، لمغادرة مدينته باتجاه دمشق العاصمة، مع عائلته تاركا كل شيء وراءه. ومنها توجه مجددا الى لبنان، وكان عليه أن يبدأ من نقطة الصفر، مع زوجته وأربعة أطفال؛ ومن ثم الى تركيا بحثاً عن أي فرصة في الدول المجاورة لسورية.
وبسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها اللاجئين السوريين، لم يجد السيد (ع. خ) بداَ من اللجوء الى دولة السويد، وقد ناضل لمدة سنة كاملة ليستطيع في النهاية جلب عائلته بالكامل الى السويد ليستقر فيها.
خضع (ع. خ) لبرنامج تأهيل اللاجئين في السويد لمدة عام قام خلالها بالتواصل مع الشركات المحلية في رحلة البحث عن عمل، لأنه لم يجد من اللائق الحصول على المال دون عمل كما قال، حيث التقى العاملين في أكبر شركة سويدية تعمل في تصنيع الآلات الزراعية وبدأ بالتواصل معهم.
بدأ معهم من مقترح بناء قاعدة بيانات باللغة العربية لتسويق منتجاتهم في منطقة الشرق الأوسط. مما دفع الشركة الى اعتماده كمدير تسويق لتلك المنطقة، قامت الشركة الآن بالتعاون مع السيد (ع. خ) بإطلاق موقعها على الانترنت باللغة العربية، الذي بات الآن موظفاَ معتمداَ لدى الشركة وبدوام كامل.
ففي بلد مثل تركيا احتضن حوالي مليوني لاجئ سوري على مدى خمس سنوات -يشكل نسبة كبيرة منهم طاقات شابة مؤهلة-لم يتنبه المشرع التركي الى أهمية استيعاب هؤلاء في سوق العمل التركي بشكل قانوني إلا مؤخراَ، الامر الذي دفع بالكثير من الطاقات الشابة وذوي الكفاءات بالتوجه نحو أوربا، بالرغم من أنه بسبب العلاقة التاريخية التي تربط تركيا بدول الشرق الأوسط فإن الطاقات الشابة السورية قد تشكل مفتاح الشركات التركية لتوسيع شبكة العلاقات والتبادل التجاري والاقتصادي مع دول المنطقة، وإقامة شراكات استراتيجية يكون لها تأثير على تغيير خارطة القوى الاقتصادية في العالم مستقبلاَ.
وحيث ان الدولة التركية تنبهت مؤخراَ لهذه القضية وبدأت باستصدار القوانين الخاصة لاستيعاب السوريين في سوق العمل التركي، فإننا نأمل ان يتمكن اللاجئ السوري على ضوء القرارات الجديدة من التحرك بحرية لأثبات ذاته وتحقيق ابداعاته ووضع بصماته الإيجابية بما يحفظ له كرامته ويعود بالخير على الدولة المضيفة.
المصدر : المنتدى الإقتصادي السوري